هونغ كونغ، 15 أبريل 2025 — انعقدت فعاليات قمة مؤتمر الإنترنت العالمي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ لعام 2025، في الفترة من 14 إلى 15 أبريل في مركز هونغ كونغ للمؤتمرات والمعارض. ويُعد هذا الحدث أول قمة دولية للمؤتمر تُقام في هونغ كونغ على مدار تاريخه الممتد على مدار 11 عامًا، حيث استقطبت ما يقارب ألف مسؤول حكومي وخبير وعالم وممثل عن قطاع الأعمال من أكثر من 50 دولة ومنطقة لمناقشة موضوع: “الذكاء الرقمي وقيادة المستقبل – يدًا بيد لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك في الفضاء السيبراني “.
استضاف القمة المؤتمر العالمي للإنترنت، بدعم من فينيكس ميديا جروب التي قدَّمت تغطية شاملة للقمة. ركزت المنصة الإعلامية الرائدة “Phoenix Go Glocal” على موضوعات مهمة من خلال نقاشات ثرية مع خبراء عالميين عن أحدث الاتجاهات التكنولوجية. وتناولت العديد من المنتديات رفيعة المستوى في القمة موضوعات تطورية رائجة مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والحوكمة الرقمية. وقد كان الذكاء الاصطناعي أحد أهم الموضوعات التي نوقشت، حيث أثار الانتشار الواسع لنموذج “DeepSeek” مفتوح المصدر حوارات مُستفيضة وعزز فكرة “الشمولية التكنولوجية” بوصفها المحور الأساسي للمؤتمر.
أكد رِن شيانليانغ، الأمين العام لمؤتمر الإنترنت العالمي، خلال مقابلة حصرية مع فينيكس تي في، أن مشروع “DeepSeek” مفتوح المصدر يعود بالنفع على المجتمع الدولي برمته. وأشار إلى أن مسيرة تطور الإنترنت والذكاء الاصطناعي يجب أن تُفسح المجال أمام قاعدة أوسع من الدول للاستفادة من مكاسب التكنولوجيا، مُعارضًا بذلك النهجَ التطوّري المغلق والمُقتصر على فئة معينة.
صرح تشوانغ رونغ ون، مدير المكتب الوطني لإدارة المعلوماتية ورئيس مؤتمر الإنترنت العالمي، أن التقنيات الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، تعمل على إعادة تشكيل الهياكل الاقتصادية والأنماط الاجتماعية، وأن التعاون الدولي يمثل حجر الزاوية في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك في الفضاء السيبراني. وقد أجمع الحاضرون على ضرورة إتاحة فرصة الاستفادة من التكنولوجيا للبشر من جميع أنحاء العالم، بدلًا من إقامة ما يُعرف بـ “الجزر التكنولوجية” المنعزلة.
استعرض ممثلون من أفريقيا وأمريكا اللاتينية ومناطق أخرى التجارب المشتركة مع جمهورية الصين الشعبية في ميادين متنوعة تشمل البنية التحتية للاتصالات والأمن السيبراني. وفي هذا الصدد، صرح السيد دياز، مدير خدمة الاتصالات والبريد الوطنية في نيكاراغوا، أن التكنولوجيا الصينية والدورات التدريبية التي تقدمها الصين قد أحدثت نقلة نوعية في تعزيز الكفاءات الرقمية على المستوى المحلي.
بالإضافة إلى ذلك، تألفت المؤسسات المحلية المبتكرة في هونغ كونغ خلال فعاليات القمة، حيث استعرضت الشركات الناشئة العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي أحدث الإنجازات التقنية في ميادين واجهات الدماغ والآلة والروبوتات الحيوية، الأمر الذي سلط الضوء على المقومات الابتكارية التي تتمتع بها هونغ كونغ في عصر “الذكاء الاصطناعي الفائق، AI+”. وأعلنت حكومة منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة عن مجموعة من المبادرات السياسية، من بينها تأسيس معهد متخصص في أبحاث الذكاء الاصطناعي ودعم التصنيع الذكي، بهدف ترسيخ مكانة هونغ كونغ بوصفها مركزًا عالميًا للابتكار والتكنولوجيا.
أكد وانغ يونغ، نائب رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، في كلمته الافتتاحية، على ضرورة التمسك بالتعددية الحقة، وتعزيز الحوكمة المتكاملة، وتأسيس فضاء رقمي آمن ومنظم.
لم يقتصر دور هذه القمة على إظهار موقع هونغ كونغ الاستراتيجي بوصفه نقطة التقاء للتقنيات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بل أكدت بشكل واضح على أهمية تعزيز التعاون الرقمي ودفع عجلة التنمية عالية الجودة في المنطقة.